General

وحيد صادقي شيرازي يسأل: “إرهاب دولة” أم “إرهاب باعتباره مزاجا”؟

لندن في 30 يونيو / حزيران، 2015 / بي آر نيوز واير — إن هجمات الأسبوع الماضي البربرية على مصطافين بريطانيين في تونس وعلى مصلين في أحد مساجد الكويت -إرهاب يتم ارتكابه بخسة باسم الإسلام- تثير سؤالا حول عدد المذابح المنتظر وقوعها حتى يصدر قرار لاستئصال شأفة فيروس الإسلام الأصولي.

Vahid%20Sadeghi وحيد صادقي شيرازي يسأل: إرهاب دولة  أم  إرهاب باعتباره مزاجا؟

Vahid Sadeghi Shirazi is the Director of the Centre for the Study of the Middle East.

صورة: (Photo: http://photos.prnewswire.com/prnh/20150630/227173 )

فيما قد يكون الإعلام مركزا على مسؤولية قادة الغرب في إيجاد طرق أفضل لحماية مواطنيهم عبر جمع معلومات استخباراتية وربما، عبر دعم تفسير معتدل للإسلام، فإن المسؤولية ينبغي أن تلقى على عاتق قادة العالم الإسلامي. يتعين عليهم أن يضطروا إلى اتخاذ إجراء، وبسرعة، لأننا الآن دخلنا مرحلة تعريفية للإسلام: مرحلة تتعرض فيها سمعة الدين وحتى مستقبله للتشكيك.

إن سلفيي ما يسمى بالدولة الإسلامية الواقفين وراء كل تلك الفظائع مرتبطون عموما بالوهابية السعودية، وقد يكون من الشائن الرمي بأن قادة هذا البلد متورطون في زرع بذور الكراهية والتفرقة بين هذه الأمة ذاتها التي يقومون على خدمتها، باعتبارهم خادمين للأماكن المقدسة.

وعليه يتوجب استنتاج أن المارقين “الراديكاليين” من المسلمين ممن يجدون البهجة في ذبح إخوانهم من البشر ليس لهم شأن يذكر بصحيح تعاليم دينهم. في شريعة هؤلاء، كمجدفين، لا يعدو الإسلام كونه غطاء، ستارا يمارسون من ورائه أعمال السلب، وإراقة الدماء، وحقدهم على كل ما هو “غير إسلامي”- على الرغم من أن الغالبية العظمى من ضحاياهم مسلمون.

تحت راية مزيفة للإسلام الأصولي، فإن جماعات أمثال – بوكو حرام، طالبان، القاعدة، الدولة الإسلامية، لاشكار طيبة، أبو سياف، الشباب، أنصار الإسلام، أنصار السنة، الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، فتح الإسلام، جماعة الجهاد الإسلامي المصرية، حزب التحرير، جيش محمد، التوحيد والهجرة، وعشرات من الجماعات الإرهابية الأخرى – تتصرف بصفتها العدو الأساسي للمسلمين في العالم عبر تعريف الدين الذي يدعون الإنتساب إليه بأنه يدعو إلى الموت والخراب وليس السلام والعدل.

هذه الأفكار الخبيثة يتم حقنها في عقول متطرفين جاهلين عبر مشايخ رجعيين في أماكن يعودون إليها بعد ذلك لنسفها وذبح من بها من البشر، كما أوضحت حالة تفجير مسجد الكويت.

وأيا ما كان مقدار الدمار الذي تعرضت له قوات ما يسمى بالدولة الإسلامية وقواعد تدريبها في العراق وسوريا، بفضل الغارات الجوية الغربية والعربية، فطالما هناك مساجد و”مراكز إسلامية” حول العالم يديرها أئمة راديكاليون ينفثون سموم الكراهية، فعلينا أن نتوقع استمرار وقوع هجمات إرهابية عدمية.

في شهر رمضان الفضيل، وبعد أن وقعت ضحية للعديد من تلك الهجمات الإرهابية، أقرت تونس بشجاعة بهذه الحقيقة. وفي إجراء غير مسبوق جدير بالاحتذاء، أغلقت السلطات في تونس أكثر من 50 مسجدا راديكاليا ناشرا للكراهية.

غير أن ثمة قادة آخرين في العالم الإسلامي محتاجون إلى الاحتذاء بتونس في هذه الحملة الشجاعة إذا ما شعروا بأقل قدر من المسؤولية إزاء الحفاظ على مواطنيهم من رهاب الإسلام والحفاظ على الدين ذاته من أن يصبح  نموذجا عالميا للوحشية والخراب.

على أرض الواقع، ثمة مئات الملايين حول العالم من المسلمين، المحترمين للقانون والمحبين للسلام والعدل، باتوا مروعين من أفعال تأتيها قلة من قطاع الطرق والمرضى النفسيين ممن تأويلهم لنصوص عقيدتهم مخالف للإسلام على نحو إجرامي ويجب لفظه قبل فوات الأوان.

إن التعاطف الذي أبداه العديد من القادة المسلمين والمجتمعات المسلمة تجاه ضحايا الفظائع الأخيرة، إن يكن مناسبا، فإنه ليس كافيا: هناك حاجة إلى التحرك الفعلي.

هذا هو الوقت الذي يتعين فيه على القادة المسؤولين سياسيا ودينيا في العالم الإسلامي أن يبحثوا هذا الأمر على نحو فوري عبر الإقدام على نحو موحد وحاسم على إدانة غير مشروطة لتلك الفظائع. عليهم أيضا تبني سياسة خارجية مشتركة لإطفاء نار هذا الإرهاب في المستقبل.

أيا كان من يزرع قنبلة في مسجد، بيت الله، فإنه لا دين له على الإطلاق، ومن المتوقع أن يتسع نطاق أعماله الإجرامية ويستهدف أقدس الأماكن الإسلامية في مكة ذاتها. إنهم ،على نحو ما، إذ يسيئون إلى دينهم، يفعلون ذلك بالفعل.

وحيد صادقي شيرازي هو مدير مركز دراسة الشرق الأوسط

صورة: http://photos.prnewswire.com/prnh/20150630/227173

المصدر: مركز دراسة الشرق الأوسط